القائمة الرئيسية

الصفحات

تجربتي مع العمل من المنزل على الإنترنت (5 دروس مستفادة)

تجربتي مع العمل من المنزل على الإنترنت ليست الأفضل على الإطلاق، لكنني استطعت - بفضل الله - أن أفعلها وأصبح لدي عمل مستقل ومصدر دخل حر، وأخيراً ذقت طعم الحرية.

فإن أردت دخول هذا المجال متغلباً على كل تحدياته ومجتبناً لكل أخطائي، فتابع قراءة هذا المقال الذي رتبته لك كالآتي:

  • قصتي في العمل على الإنترنت.
  • مزايا العمل من المنزل.
  • التحديات التي واجهتني.
  • أخطائي في مسار عملي.
  • كيف تغلبت على التحديات والأخطاء.
  • 5 دروس مستفادة من تجربتي.

تجربتي مع العمل من المنزل على الإنترنت:


تجربتي مع العمل من المنزل على الإنترنت

أولاً: أنا لا أتحدث عن العمل كموظف عن بعد، بل أتحدث عن تجربتي في العمل الحر على الإنترنت (لا أقصد الفريلانس، بل أقصد العمل لحساب نفسي).

ثانياً: هذه قصتي في العمل على الإنترنت:

2012: لأول مرة أعرف شيئاً اسمه العمل على الإنترنت وأن بإمكاني كسب المال من منزلي، ولم يكن الانبهار بسبب هذه النقطة فقط، بل كان الانبهار الأكبر بالملايين التي يكنني تحقيقها مثل الأشخاص الذين ينشرون صورهم مع السيارات الفارهة والشقق الغالية جداً وربما القصور (كان الواحد ساعتها غلبان وبيصدّق).

في هذا العام لم أحقق شيئاً ولم أكتسب أي مهارات، لأنني كنت أعمل على طرق لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل مواقع الربح من مشاهدة الإعلانات وجلب الريفيرال وتسطيب برنامج على جهازي وتركه يعمل وهو سيجني لي المال مع نفسه!.

2013: بدأت أتعمق أكثر في مجال العمل عبر الإنترنت وبدأت أعرف طرقاً حقيقية مثل التدوين والعمل الحر والتسويق بالعمولة وغيرها من الطرق.

أكثر ما جذبني حينها كان مجال التدوين، لأنني عرفت أنه مصدر دخل سلبي، أي يمكنني حرفياً كسب المال وأنا نائم أو ألهو أو بعيد تماماً عن العمل.

في نفس ذلك الوقت شاهدت مقطعاً على اليوتيوب يتحدث عن طالب أجنبي يحقق أكثر من 700$ شهرياً من مدونته التي يكتب فيها مقالات بسيطة عن الموبايلات، وفي نفس الوقت أيضاً كانت منتشرة قصة عن شاب مصري اسمه فاروق رضوان وكيف أصبح مليونيراً من موقعه على الإنترنت.

كل هذا دفعني لإنشاء أول مدونة لي على الإنترنت في تخصص نشر الوظائف، حيث كنت أربح حينها من برنامج شركاء موقع بيت.كوم للتوظيف (هو برنامج تسويق بالعمولة تربح منه بين 0.25$ و1.5$ مقابل كل شخص يسجل سيرته الذاتية كاملة على الموقع).

كان عملي على المدونة بالتوازي مع نشر الوظائف على جروبات الفيس بوك لتحقيق أرباح أكثر، وأيضاً لأنني لم أكن مركزاً تماماً على السيو وجلب زوار من جوجل.

منذ 2014 حتى 2019: تخبطات وانشغال بالدراسة وأترك العمل على النت ثم أعود ثم أترك ثم أعود (خاصة أنني طوال هذه الفترة لم أستلم أي أرباح في يدي بسبب "الحد الأدنى للدفع" الذي تضعه الشركات، مثلاً لو الحد الأدنى للدفع هو 300$ وحققت 299$ فلن تستلم أرباحك).

منذ أواخر 2019 حتى الآن: قررت أن أعود بقوة وأركز على التدوين وأتعمق في مجال السيو.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتني والكثير من الأخطاء التي ارتكبتها، إلا أنني - بفضل الله والحمد لله - أصبح مصدر دخلي الوحيد حالياً هو النت وتحديداً مجال التدوين، كما أصبحت لديَّ مهارات كثيرة ومستوى تفكير أفضل، وأهم شيء أنني ذقت لذة الحرية.

مزايا العمل من المنزل:


- لا يوجد إهدار للوقت والمجهود في التنقل بين المنزل ومكان العمل مثلما يحدث في الوظيفة العادية.

- حرية اختيار أوقات العمل (صباحاً أو مساءاً، العمل طوال اليوم أو لعدة ساعات فقط).

- الأريحية في أداء الطقوس اليومية من أكل وشرب وصلاة وغير ذلك.

- لا توجد مصروفات تُخصَم من الأرباح التي أحققها مثل مصروفات المواصلات والطعام وغير ذلك.

- لا يوجد عليك مشرف/مدير يملؤه النقص ويفرح بأخطائك ويتعمّد إيذائك نفسياً (هذه من أهم المزايا بالنسبة لي).

- آخر نقطة في مزايا العمل عبر الإنترنت وتعتبر الأهم للجميع: الأرباح التي أحققها قابلة للنمو بدون حدود، بمعنى أن ما أربحه هذا الشهر يمكن أن يتضاعف بشكل كبير بعد عدة أشهر فقط.

التحديات في العمل من المنزل:


أحببت أن أسميها التحديات وليس العيوب، لأنها قابلة للإزالة والتحسين، كما أنها تنمّي لديك مهارات كثيرة.

من أبرز التحديات في تجربتي:

- التشتت: طرق العمل على الإنترنت كثيرة جداً، وتركيزك على الربح فقط سيجعل الطريق طويلاً وصعباً.

- الإنتاجية الضعيفة إلى حد ما: ليست ضعيفة جداً، بل هي كما يقولون "يوم في الطالع ويوم في النازل".

- الملل والوحدة أحياناً.

- سوء تنظيم الوقت.

- مشاكل صحية كل فترة خاصة في الرقبة والظهر والعينين.

أخطائي في مسار عملي من المنزل:


- تركت لفترة طريقة عملي الأساسية "التدوين والسيو" واتجهت للتسويق بالعمولة من خلال إعلانات الفيس بوك، وحينها لا أبالغ إن قلت أن باب الجحيم قد فُتِح في وجهي (لن يعرف مقدار التوتر وضغط الاعصاب المصاحبان لمجال إعلانات السوشيال ميديا إلا شخص قد جربها بنفسه).

- عدم التعلم بشكل صحيح وعدم التعمق في مجالي: من الخطير التعلم من شخص مستواه مبتدئ أو متوسط أو ليس متخصصاً في مجال محدد (كنت أتعلم الـ SEO من هواة ومبتدئين، هل تتخيل ذلك!).

- المثالية: كنت أعقّد الأمور وأرغب في تنفيذ أشياء غالباً لن تفيد، مثل عمل تصميمات معينة داخل المقالات أو تعديلات معية في قالب المدونة.

الفرق بين "التحديات والأخطاء": التحديات هي أشياء خارجة عن إرادتك وسيواجهها جميع الذين يعملون من المنزل، لكن الأخطاء أنت وحدك المتسبب فيها نتيجة مثلاً استعجال أو استسهال أو عدم تعلم وهكذا.

كيف تغلبت على التحديات والأخطاء؟


بالنسبة للتشتت: ركزتُ بشكل كامل على التدوين والسيو والتسويق بالعمولة من خلال المدونات.

بالنسبة لضعف الإنتاجية: أدركت أن "الاستمرارية" و"التركيز على الأكثر فعالية" هما المفتاحان السريان للنجاح، فوضعت مقدار عمل يومي معقول (ليس كبيراً ولا صغيراً) مثلاً 10 مهام كل يوم لا تزيد ولا تنقص، وهذه المهام مركزة تماماً على ما يربحني أكثر.

بالنسبة لعدم التعمق في مجالي: وجدت - بفضل الله - عدة مصادر متخصصة جداً في السيو والتسويق بالعمولة من خلال المدونات وتعلمت منهم، بالإضافة إلى تعمقي أكثر في مجال السيو (حرفياً تعلمت في عدة أشهر ما لم اتعلمه في سنوات).

بالنسبة للمثالية: أصبحت أعمل بالمتاح وأؤمن أن التبسيط من الأسرار الخفية للنجاح.

بالنسبة لسوء تنظيم الوقت: قمت بعمل قائمة مهام يومية to-do list (على ورقة) وألتزم بها دون التقيد بوقت محدد لكل مهمة، وكلما أنجزت مهمة أشطب عليها بالقلم، وهذا يحفزني لإكمال باقي المهام.

بالنسبة للمشاكل الصحية: أحاول الابتعاد عن الحاسوب من حين لآخر.

الدروس المستفادة من تجربتي:


1. التركيز والتخصص: حرفياً حرفياً حرفياً هذا هو السر الأعظم لتحقيق النجاح الاستثنائي (هذا أثمن درس يمكن أن تتعلمه في حياتك).

وتركز على التخصص لدرجة التركيز على أسلوب عمل واحد فقط لا تغيره أبداً.

فمثلاً ستنشئ مدونة عن التخييم للربح من التسويق بالعمولة وستجلب الزوار لمدونتك من محركات البحث (السيو)، إذن لا تحاول الربح من بيع الخدمات ولا تحاول جلب الزوار من السوشيال ميديا ولا تحاول تسويق منتجات غير منتجات التخييم. (ركز ركز ركز)

2. التركيز على المهام الأكثر فعالية: إذا كنت تربح من التسويق بالعمولة من خلال كتابة المقالات ونشرها في مدونتك، إذن المهمة الأكثر فعالية هي "كتابة المقالات" فقط ولا تركز على شيء آخر.

3. الحفاظ على الاستمرارية أهم من الإنتاجية العالية: مرّت عليَّ فترات كثيرة تمنيت فيها لو أنني واظبت على كتابة ربع أو نصف مقال في اليوم (نعم، ربع أو نصف مقال في اليوم) لكتبتُ مئات المقالات وربما الآلاف (لأنني حينها سأستعين بكاتبي مقالات محترفين).

4. التبسيط ضروري جداً: ستبدأ مدونة؟ لا تبحث عن أفضل اسم ولا أفضل قالب ولا أفضل نيتش/تخصص، احرص فقط أن يكون عملك بلا أخطاء.

5. الرفق رأس الحكمة: درس لم أدركه إلا مؤخراً، حاول الحفاظ على التوازن بين عملك وحياتك ولا تجعل أحدهما يطغى على الآخر، ويعتبر الرفق من أسرار النجاح لأنه يدفعك للاستمرارية.

قبل الختام أحب أن ألفت انتباهك إلى أنني ذكرت وكررت كثيراً مجال التدوين والسيو والتسويق بالعمولة، لأن هذا هو عملي ولا يعني ذلك أنه الأفضل على الإطلاق ولا أنه الأكثر ربحاً، فقط هذا المجال الذي اخترته ونجحت فيه.


وختاماً:

الخلاصة من تجربتي مع العمل من المنزل على الإنترنت أنه فعلاً سهل وبسيط.

وأن السر كله في التركيز على طريقة عمل واحدة فقط والاستمرار بها والصبر عليها ونسيان الأرباح تماماً، لأنها ستأتي لا محالة طالما تعمل بشكل صحيح.

في مدونتي المتواضعة التي تقرأ فيها الآن أحاول مساعدتك في بناء مصدر دخل ممتاز على الإنترنت، لذلك يفضل أن تحتفظ برابط مدونتي في متصفحك لسهولة العودة إليها.

author-img
مصري، أعمل على الإنترنت ككاتب محتوى ومتخصص SEO منذ 2019، درست بكلية التجارة، مؤسس مدونة الوظائف والأون لاين التي أحاول فيها مساعدة الآخرين على بناء مصدر دخل عبر الإنترنت. حسابي على facebook

تعليقات